Catégorie: Extraits
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟
إن الأمم الأوروبية برغم إفلاسها في الروح و الأخلاق و برغم عيوبها الكثيرة قوية الوعي المدني و السياسي قد بلغت من الرشد في السياسة و أصبحت تعرف نفعها من ضرها و تميز بين الناصح و الخادع و بين المخلص والمنافق وبين الكفء والعاجز فلا تولي قيادها إلا الأكفاء الأقوياء الأمناء ثم لا توليهم أمورها إلا على حذر فإذا رأت منهم عجزا أو خيانة أو رأت أنهم مثلوا دورهم و انتهوا من أمرهم استغنت عنهم و أبدلت بهم رجالا أقوى منهم و أعظم كفاءة و أجدر بالموقف و لم يمنعها من إقالتهم أو إقصائهم من الحكم ماضيهم الرائع و أعمالهم الجليلة و انتصارهم في حرب و نجاحهم في قضية. و بذلك أمنت السياسيين المحترفين و القيادة الضعيفة أو الخائنة و فوق ذلك الزعماء و رجال الحكم و كانوا حذرين ساهرين يخافون رقابة الأمة و عقابها و بطش الرأي العام
أبو الحسن علي الحسيني الندوي