Adel Mzab - يالاه_انزوا_غل_وغلان - Adel Mzab

flash infos

citation & expression

articles récents

radio

écouter radio chaine 2
écouter radio ghardaia
écouter radio coran

commentaires récents

Catégorie: Extraits culturels
يالاه_انزوا_غل_وغلان

 

#قراءة_في_قصيدة_يالاه_انزوا_غل_وغلان
#للشاعر_عادل_مزاب
#حلقة_رابعة
…… ما تعلّق باللإيقاع الدّاخلي الذي تناول فيه ظواهر متنوّعة:
           * التّكرار:
           – على مستوى الحرف: نجد لأصوات الحروف في المنظومة الألفبائية لأية لغة أسرار  ربّانية أودعها الله عزّ وجلّ فيها، كما أودعها في كونه ومكنوناته، ما على الإنسان المتأمّل إلاّ البحث في كنهها واستجلاء خباياها، فقد شغلت بال العديد من الألسنيين واللّغويين المهتمين بالظواهر اللغوية، حتى عكفوا على البحث في دلالاتها و معانيها و علاقتها بالحروف المشكّلة للكلمة أو اللفظة، فقد يكون الحرف الواحد نفسه كلمة مستقلة بذاتها لها حقلها الدّلالي الذي يميزها، كما هو الشأن في اللغة الأمازيغية، فجُلّ الحروف إن لم نقل كلها لها معنى قائم و منفصل بذاته (7).
و بعض الحروف لها خصائص تميزها عن باقي الحروف حسب تموقعها في اللفظة، و بما أن اللغة شيء مشترك بين الإنسانية، فإنها تلتقي حينا و تختلف أحيانا أخرى في آليات التأويل و فلسفة المعنى و تقصي أبعاده لإدراك كنهه و تجلية غوامضه. هذا ما رأيناه في قصيدة « يلاَّ أنّزْوَا غَلْ وَغْلانْ » بمختلف حروفها ودلالتها التي ترسّخت في الذّاكرة الأمازيغيّة منذ القِدم إلى يومنا هذا.
      كما يعتبر الحرف العنصر الصّوتي الأصغر في التّأليف الكلامي، وإنّ اشتغال الشّاعر على حروف معيّنة سواء عن قصد أو عن غير قصد والتّركيز عليها، يكشف مدى الطّاقة التّعبيرية التي تتضمّنها الأصوات المهيمنة في النص الشّعري قد ترجع إلى التجربة الشّعريّة التي عاشها وعايشها الشّاعر وهو في تأنّ ورويّة معرّجًا على شؤون مجتمعه.
إنّ تواتر هذه الحروف منح رنينًا وجرسًا موسيقيًّا يجعل القارئ يتفاعل معه عند قراءته لها.
       كما ساهمت الصّوائت لكثرتها في تلوين القصيدة إلى درجة توهّم القارئ لها، إنّه في زفر بوح متدفّق نابع من حنايا ذاته، فهي خيط رفيع بين السّواكن من الحروف يسهّل الكلام فيخرجه كأنّه نفس ناقل للآهات والزّفرات وفي ثناياه أمل منشود وغد مأمول.
       أمّا بخصوص ‘حرف اللام’ فهو عبارة عن حرف ساهم كثيرًا في إبراز استمراريّة وسيلان الدّفقة الشعوريّة حينًا وتشبّثها حينًا آخر في القصيدة وتنويع دلالاتها، لذا كان الشّاعر يتوقّف عندها أحيانًا في نهاية السّطر أو المقطعين الشّعريين. وعليه لا يتأتّى إيقاع القصيدة اعتباطًا، بل إنّه وليد الحالة الشّعوريّة والعواطف والشعور التي تنساب إلى الورقة كاشفة عن مكنون الشّاعر، « إنّه حركة تنمو وتولّد الدّلالة « (8) لذا لا يمكن التغاضي عنه في حقل الدّلالة.
      – تكرار الكلمة:
          تشكّل الكلمة المتكرّرة محور ارتكاز القصيدة، يحقّق الشاعر من خلالها ما يسمّى بالتّوازن الفنّي وتكاملها الإيحائي.
        كرّر الشاعر كلمة (اغلان) اثنتي عشرة مرّة، فكان لها الأثر البالغ في الكشف عن مضمرات الشاعر الّنفسية وأحاسيسه الوجدانية الجيّاشة التي تضج بالتوق والحنين. كما كرّر كلمات لا تنفصل ولا تتجزأ عن كلمة (اغلان) منها: بريّان (مرّتين)، الكيفان (مرّتين)، الغابت (ثلاث مرّات)، فهي تحويها وتضمّها وتتواجد بها. وأسماء تبعث في قصيدته إيقاعاً لافتاً موقظاً يحقق الانسجام والتناغم الإيقاعي الذي يدخل المتعة في نفس القارئ، ولتركيز دائرة انتباهه إلى ماهو مكرر، وإظهار الجانب النفسي والانفعالي الذي تعيشه ذات الشّاعر لتنصهر بالذات المتلقية فيتماهى الجميع في بوتقة الشوق و نوستالجيا الوطن .
– تكرار الجملة:
        وذلك أن يكرّر الشاعر جملةً في قصيدته تكرارًا فنيًّا موحيًا يؤدّي دورًا إيقاعيًّا داخليّأ لافتًا.
        تكرّرت في القصيدة جملتان أحدا عشرة مرّة، وهما:
(يا الله يا الله ياخويا انزوا لوغلان)
(اوعمي الغربة بركا يا وليك في الاهل حيران).
        يكشف لنا هذا النّوع من التّكرار مبدأ الاختيار والانتقاء الذي يعتمده الشاعر، لما يحدثه من أثر نفسي وجمالي جذّاب أكثر من تكرار الكلمة ذاتها، ويسلّط الضوء عليها لتصبح مركزًا دلاليًّا وإيقاعيًّا لا يمكننا تجاوزه أو التغاضي عنه عند قراءتنا للقصيدة.
* التّوازي:
        يتفق معظم النقاد أنّ الشعر الحديث هو شعر التّوازي،  » فهو سمة بارزة قلّما يخلو أيّ شعر منها »(9) يحتل المرتبة الأولى بالنّسبة للفن اللّفظي إذ لا يمكن قسرها على المستوى الإيقاعي فحسب، فهو ظاهرة موسيقيّة ومعنوية في آن واحد.
        ورد التّوازي في القصيدة في عدّة مواضع كالآتي:
– سي بالوح آل الزرقي                      سي تايقا آل المرقي.
– الغابت نــ ايخماسن                        الشارع نــ وسارن.
– تاجرست نـــ تفسناخت د اللّفت                   ايشا دوكرام انكرت.
  الصيف ن بادنجا دوغروم                            داموس د نج امقران.
       حيث نلحظ تساوي عناصر كل بيت (بين الصدر والعجز /  بين بيت وآخر) في بنيتها التركيبية وهو ما ينتج لنا إيقاعًا من نوع خاص.
* المحسّنات البديعية:
       لقد أسهمت المحسنات البديعية في ثراء الإيقاع الدّاخلي للقصيدة، فلم تكن للزينة وللزخرفة اللّفظية فقط بل أغنت المعاني وأبرزتها بصورة جمالية لم تكن لتوجد لولاها، منها:
– الطّباق: يعتبر من أهم المحسنات  وأروعها، فهو لوحة لا يرسمها إلا من تذوق طعم هذا الفن، يجمع بين شيئين ويبين الفرق بينهما في آن واحد، أي يجمع بين المتضادين فى الكلام.  وكان أكثر المحسنات بروزًا  وانسجامًا مع موضوع القصيدة، وتناغمًا مع الحالة الشعورية للشاعر. فجاء كالآتي:
(تفويت =/= تازيري)، (الشارع =/= الغابت)، (اوسارن =/= الشبان)، (تاجرست=/= الصيف). وكلّها تنتمي إلى ما يسمّى بالطّباق الإيجاب.
– الجناس:  وهو ما اتّفق اللّفظان في النّطق أو تقاربا فيه واختلفا في المعنى، ومما ورد في القصيدة:
 (الزرقي –  المرقي)،  (ايمشّان – امشان) . نوعها جناس ناقص.
….يتبع
___________ا_________
هوامش
(7) مقتبس من مقالات الباحث يوسف قاسم لعساكر – قيد الطباعة –
(8)  يمنى العيد: في معرفة النص، ط3، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1985، ص105.
(9) غانم صالح سلطان: التوازي في قصيدة محمود درويش (عاشق من فلسطين)، المجلد 11،العدد2،  مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية، 05/09/2011، ص362.
يوسف لعساكر

 



Laisser un commentaire 

captcha anti-spam, merci de le renseigner. plus d'info


*